تستند هذه المقالة إلى بيانات من المسح الاجتماعي العام للأسرة لعام 1995 في كندا. بدأت المجموعة الخاضعة للدرس حياتها بالعيش مع كلى الوالدين (سواء بالتبني أو الولادة). بقي البعض يعيشون في كنف أسر سليمة حتى بلغوا 15 عامًا على الأقل، بينما شهد البعض الآخر تغييرًا في البنية الأسرية قبل سن 15 عامًا. وتشمل هذه التغييرات انفصال الوالدين أو طلاقهما، أو وفاة أحدهما، أو زواجه، أو تغييرات أخرى قد تنتج عنها ترتيبات خاصة بحياة الطفل – مثل العيش مع الأقارب، أو الالتحاق بدور الرعاية، أو العيش مع شخص آخر. “التغييرات الأخرى” قد تكون نتيجة لانفصال الوالدين أو الوفاة. ولا تشير البيانات إلى الأسباب التي تقف وراء هذه التغييرات. يعتبر المستجوبون أنهم عاشوا طفولة سعيدة جدًا أو كانوا قريبين جدًا عاطفيًا من الأب أو الأم إذا أجابوا بـــ “موافق” أو “موافق بشدة” على هذا الإستبيان.
يشير الإحصاء الذي قامت به هيئة GSS في سنة 1995، إلى أن هنالك 96٪ (أي 22.5 مليون) من الكنديين في سن 15 عاما وما فوق ولدوا في أسر مكونة من والديناثنين واستمر معظمهم (87٪) في العيشمع والديهم حتى بلغوا 15.3 عامًا. قبل سن الخامسة عشر عامًا، هناك تقريبًا1.9 مليون كندي بالغ (8%) ممن شهدوا تغييرا واحدا في الهيكل المكون لعائلاتهم، و أكثر من 800000 ممن شهدوا تغييرين اثنين، و200 ألف آخرين ممن شهدوا ثلاثة تغييرات أو أكثر. معظم هذه الاضطرابات فيالحياة الأسرية ناجمة عن الموت أوالطلاق، على سبيل المثال، في حين أن أكثر مننصف عدد التغييرات الأولى التي تطرأ على حياة الطفل كانت ناتجة على الانفصال الأبوي أو الطلاق. أما النسب المتبقية فقد كانت نتيجة لأسباب أخرى.
ارتباط التغييرات في البنية الأسرية على مؤشر السعادة لدى الأطفال
ثلاث تغييرات فما فوق | تغييران | تغيير واحد | لا شيء | المشارك الذي كانت طفولته سعيدة جدًا |
245.000 | 819.000 | 1.916.000 | 19.435.000 | الكهول من 15 سنة فما فوق |
50% | 70% | 76% | 92% | أوافق/ أوافق بشدة |
49% | 27% | 23% | 8% | لا أوافق/ لا أوافق بشدة |
0% | 3% | 1% | 0% | لا رأي/غير مصرح |
من خلال الجدول المبين أعلاه، يمكن استنتاج أن الأسر التي لم تقع فيها أي تغييرات بنيوية (أي تلك التي تتعلق بمكونات الأسرة من أب وأم خاصة) يكون الأطفال المستجوبون فيها يعتبرون أنهم قد عاشوا طفولة سعيدة في حين أن الأسر التي طرأت عليها تغييرات في ما يتعلق بتركيبتها سواء كانت ناتجة عن انفصال الوالدين أو وفاة أحدهما أو الطلاق، تكون فيها نسب عدم الشعور بالسعادة أعلى
وبالتالي، فإنه يمكن الاستنتاج أن مستويات السعادة الأسرية بالنسبة إلى الأطفال لا تكون إلا في كنف الأسرة المتماسكة، اي بالعيش في كنف الأم والأب، وهو ما يشير إلى أهمية التماسك الأسري والآثار المدمرة للتفكك الأسري على العائلة ككل وتوازنها النفسي والاجتماعي، خاصة في ما يتعلق بالاطفال وتوازنهم النفسي والاجتماعي
المصدر: كارا وليامز(بتصرف)
(إحصائيات كندا، خريف 2001، كتالوج رقم 11-008)