• الجمعيه الكويتيه للوقايه من التفكك الأسري
  • 99205606
Back To Top

ظاهرة التفكك الأسري في بريطانيا

للتفكك الأسري تداعيات طويلة الأمد على الصحة العقلية والنفسية للأطفال ورفاههم ذلك أن الأطفال الذين يعانون من التفكك الأسري يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدد لا يحصى من الصعوبات التشخيصية والوظيفية، بما في ذلك الاكتئاب .والقلق والفشل الدراسي، وغيرها من المشاكل الأخرى

ظاهرة التفكك الأسري ليست حكرا على المجتمعات العربية والاسلامية فحسب ولكنها أيضا تمثل سببا متزايدا للقلق بين غيرها من المجتمعات وذلك باعتبار تكلفتها المادية، والاجتماعية والنفسية العالية على تلك المجتمعات. وتتفاوت خطورة هذه الظاهرة من بلد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر حسب ارتفاع معدلات الطلاق في مختلف البلدان وقد وصلت إلى ذروتها في بعض الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ معدل الطلاق نحو 50%. تتناول هذه المقالة مدى التكلفة العالية التي يسببها التفكك الأسري على بعض المجتمعات وضرورة التعامل مع هذه الآفة الاجتماعية بشكل فوري حتى يمكن تفادي تداعياتها الخطيرة على مختلف المستويات.

ارتفاع معدلات التفكك الأسري في المملكة المتحدة

تشير بعض الدراسات إلى أن المملكة المتحدة بها أحد أعلى معدلات التفكك الأسري في العالم الغربي، حيث لا يعيش إلا 68 في المئة من الأبناء مع والديهم.وجاءت المملكة المتحدة في المرتبة الرابعة، في تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بعد بلجيكا ولاتفيا وإستونيا.

وصنفت فنلندا كأعلى دولة يعيش الأبناء فيها مع آبائهم بنسبة 95.2 في المئة. وتم تسجيل أدنى المعدلات في لاتفيا، حيث بلغت هذه النسبة 64.9 في المئة، فيما كانت نسبة ألمانيا 82 في المئة وإيطاليا 92.1 في المئة والولايات المتحدة 70.7 في المئة.

وأظهرت الدراسة، أيضا، أن نسبة الأبناء الذين يعيشون مع أمهاتهم وليس آبائهم تبلغ 27.6 في المئة بالمملكة المتحدة، فيما تبلغ نسبة من يعيشون مع آبائهم فقط 2.4 في المئة. وبلغت نسبة الأبناء الذين يعيشون مع أمهاتهم فقط  30.2 في المئة في لاتفيا.

دعم العلاقات الأسرية

“وتقول مؤسسة الزواج البريطانية إن الإحصائيات تشير إلى ظهور أعراض “وباء مروع” ألا وهو “التفكك الأسري.

وقال مدير الاتصالات بالمؤسسة هاري بنسون إنه يتعين “إقناع السياسيين من كافة الأطياف بفشلهم الواضح في التعامل مع المشكلة الاجتماعية الرئيسة في الوقت الحالي.”

وأضاف: “تشير آخر البيانات الخاصة بالمملكة المتحدة إلى أن هنالك 450 طفلا من كل 1000 ينفصل آبائهم قبل بلوغهم السادسة عشر”

كما أشار إلى أن التفكك الأسري يكلف الحكومة البريطانية 44 مليار جنيه استرليني كل عام لكن

“هذه الحكومة ليست لديها سياسة لتقليل أو منع الارتفاع المتواصل في عدد هذه الحالات”

وقال وزير العمل والمعاشات البريطاني آنذاك، ايان دنكان سميث، إن التفكك الأسري قد يكون له تأثير مدمر على حياة الأطفال، كما أضاف قائلا؛

“لقد استثمرنا بالفعل 30 مليون جنيه استرليني لدعم العلاقات الأسرية ومنع تفككه

التفكك الأسري مشكلة متعددة الأوجه في بريطانيا

يقول أحد الباحثين البريطانيين إن التفكك الأسري أصل العديد من المشكلات الكبرى التي تعاني منها بلاده، داعيا أصحاب القرار إلى جعله على رأس أولوياتها.

بالإضافة إلى ذلك فإن “ثقافة التفكك الأسري” في بريطانيا تفضي إلى العديد من التحديات التي تواجه السياسات الكبرى مثل الفقر وتدني الإنتاجية، واعتلال الصحة النفسية، وضعف التحصيل التربوي، وتراجع الحراك الاجتماعي، وزيادة الطلب على الرعاية الاجتماعية.